vendredi 22 novembre 2013

الطمع

بدأت القصة بزواج قام على الطمع بين شابين آسيويين ينتميان لثقافة تحمل الزوجة وأسرتها أعباء الزواج المالية، وقد علم الزوج أن أسرة عروسه مقتدرة مادياً ولن تبخل بأي شيء لتحقيق سعادة ابنتهم واستقرارها، وأكدوا هذا عملياً صباح اليوم التالي للعرس حيث قدموا خمسين الف درهم هدية لزوج ابنتهم عدا المشغولات الذهبية التي قدموها للعروس.
وبعد فترة قصيرة من الزواج بدأ الزوج بتنفيذ خطته بابتزاز أسرة زوجته، فأساء معاملتها بطريقة لم تعتدها في أسرتها، لتترك منزله إلى بيت والديها، وحاولت الأسرة التي تنتمي إلى ثقافة تعتبر الطلاق مصيبة كبرى وعاراً لا يمحى، أن تقنع الزوج بضرورة معاملة ابنتهم بالحسنى، ولكنه رفض مجرد المناقشة، ثم أرسل والدته لتخبرهم أن عليهم أن يدفعوا 50 ألف درهم ليسمح لابنتهم بالعودة.
فوافقت الأسرة حتى لا تعرض ابنتها لعار الطلاق، وعادت الزوجة إلى بيت زوجها لتبقى فيه عشرة أيام فقط تعاني فيها أضعاف ماتحملت من قبل بل وطردت من منزلها ليعود زوجها ويفاوض أسرتها لدفع 55 ألف درهم، فرضخوا له فقد كانت ابنتهم قد حملت بجنينها الأول.
ولأن الأمر كان مجدياً للزوج، فقد بدأ يتمادى في الاساءة لزوجته، ولم يعد مهتماً بإخفاء علاقته بأخرى تقيم في بلدهم الأم، أو حتى إغلاق جهاز حاسوبه لإخفاء استخدامه في اقامة علاقات متعددة مع أخريات، فأصبحت تقرأ تلك المحادثات بكل ما تتضمنه من نعوت بذيئة بحقها وحق أسرتها. ولم تستطع الزوجة أن تتحمل المزيد من الاهانات فذهبت لأسرتها، التي فاض بها الكيل أيضاً فلم تحاول التواصل مع الزوج أو حتى مراضاته كما كانت تفعل كل مرة.

لم يسأل الزوج عن زوجته أو طفلهما الذي أنجبته خلال اقامتها في منزل أسرته منتظراً أن يعاودوا كما كل مرة ان يتوسلوا إليه إعادتها لمنزله، ولكنهم لم يفعلوا لأنهم أيقنوا أخيراً ان ابنتهم لن تستطيع التعايش مع ذلك الرجل، وأوجدوا لها عملاً في أبوظبي لتقيم معهم، وطلبوا منه أن ينقل إقامتها من كفالته إلى كفالة العمل الجديد، فأبدى عدم ممانعة واتفق على اللقاء في ادارة العامة للاقامة وشؤون الاجانب في دبي ليوقع لها الأوراق المطلوبة، وقد علم أنهم توقفوا عن الرضوخ لابتزازه.
وفي يوم الواقعة التقى الزوجان في دبي حيث قام بالتوقيع لها على جميع ماطلبت من مستندات، وعند خروجهما طلب منها أن تحضر الطفل إلى جدته التي تنتظر في السيارة وهي متشوقة لرؤية حفيدها الأول، فلم تمانع الزوجة وأخذت رضيعها وسلمته لجدته، وماهي إلا لحظات حتى ارتفع صوت الطفل بالبكاء، وربما كانت جدته قد آلمته متعمدة ليبكي، لتطلب منها أن تحضر بعض الحليب لإطعامه، فما كادت تصل إلى سيارة والديها لإحضار الحليب حتى تحرك زوجها مغادراً المكان ومعه رضيعها.
في تلك اللحظة توقفت مداركها جميعاً، وأصبح عالمها كله مختصراً في دوران عجلات السيارة المبتعدة، وركضت خلف السيارة وهي تنادي على ولدها غير عابئة بالسيارات التي كادت تدهسها أكثر من مرة، فما إن غابت السيارة عن ناظريها حتى انهارت وسقطت أرضاً فاقدةً الوعي.
لم تكن الحادثة وليدة فكرة عابرة، بل أمراً دبر بليل، فقد خطط الزوج ووالدته للأمر بحيث اختاروا وقت مقابلتها لتوقيع الأوراق ليتوافق مع وقت إقلاع طائرة كانوا قد حجزوا عليها تذكرتين للجدة والطفل، فأخذوا الطفل من أمه إلى المطار مباشرة ليغادر الدولة بلا عودة، وعند ابلاغ الشرطة قيل للأم إن الواقعة لا تعتبر جريمة لأن الأب لا يعتبر خاطفاً لطفله.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire